الهجاء نوع غريب من الشعر بقدر ما يحوي من صور للتقبيح أحياناً الاّ انه يحمل طرائف أحياناً أخرى .. وأحياناً يحمل معاني قبيحه تؤذي السامع .. فعلا أعده من أغرب أنواع الشعر وأقواها .. إستوقفتني بعض أبيات الهجاء لبعض شعراء الجاهليه الذين يتسمون بالفصاحه وطلاقة اللسان وقد أنعم الله عليهم بالملكه الشعريه التي أحترمها كثيراً لكن لغرابة الذي قيل أحببت طرحها ..
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما ... بشرٍ فما أرى لمن أنا قائله
أرى لي وجهاً شوه الله خلقه... فقبّح من وجه وقبّح حامله!
ولم يتوقف عند هجاء نفسه بل تجاوز ذلك إلى أمه قائلا :
جزاك الله شراً من عجوز... ولقاك العقوق من البنينا
أغربالا إذا استودعت سراً ... وكانونا على المتحدثينا؟
تنحي فاجلسي مني بعيدا ... أراح الله منك العالمينا
حيا بك ما علمت حياة سوء ..... وموتك قد تسر الصالحينا
فعلا يعد هذا الشاعر من أقبح الشعراء واكثرهم أعذوروني وقاحةً حيث تجرأ الي هجاء أغلى المخلوقات على وجه البسيطه وهي أمه .. اتسأل أي قلب يملك ..!!
اما نوع النوع الأخر الذي اسوقفني ضحكاً .. قول ابن الرومي في هجاء رجل صاحب أنف طويل .. في نوع من الهجاء يعرف بهجاء الاستخفاف والتهكم قائلا :
لكَ أنفٌ يا ابنَ حربٍ... أنفَت منهُ الأنُــوف
أنتَ في القدسِ تصلّي... وهو في البيتِ يطُوف
وكذلك .. قول الشاعر ابو حنيفه عندما دخل اليمن .. فلم ير بها احداً حسناً .. ورأى نفسه أحسن من فيها .. وكان قبيحاً جداً .. فقال :
لـم أرَ غــيري حسـن...ا مـنذُ دخلتُ اليمنـــا
فيـا شـــقاءَ بـلــدةً ... أحسن من فيها أنـــا
هناك تناقض غريب بين الابيات الشعريه التي ذكرت مع أن كلاهما يندرج تحت الهجاء ففي قول الحطيئة إنتابني شعور بالأسى لاستغلال هذة العبارات القويه لإيصال هذا المعنى ... أما في قول ابن الرومي وابو حنيفه فأعذروني أحببته جداً وأثار ضحكي ...
No comments:
Post a Comment